اسباب النظرة الدونية للمراة الاعلامية
امل باجلان
لابد لنا من الاعتراف بوجدود نوع من التمييز والقيود المفروضة على المراة التي تعمل في مجال الصحافة والاعلام بالرغم من انها تمثل عنصرا مهما في مجال عملها، فمازال الرجل الاعلامي ينظر اليها انها مجرد " انثى " ناسيا انها قبل ان تكون كذلك فهي انسان ولها جميع الحقوق التي يتمتع بها الرجل في ذات المجال وان الاهمال والتهميش والاحباط الذي تتعرض له عادة ما يجعلها تعجز عن اخذ مكانتها الطبيعية في هذا المجال المهم.
ان حقوق المراة الاعلامية في العراق بشكل عام مازالت مغتصبة من قبل الرجل فهو ينظر اليها بدونية فطريقة تعامل الرجل تعبرعن لسان حال الواقع الذي يقول ان المراة تحتاج الى العون والمساعدة وانها غير قادرة على اتخاذ القرارات المصيرية بالنظر الى افتقارها لعنصر المبادرة في ردة الفعل اثناء الحدث، وان خروجها من البيت اساسا كان على اساس العوز المادي ولم ينشا نتيجة الادراك لاهمية العمل وضرورته في حياة الانسان.
فالمراة العادية العاملة في اي مجال اخر لها معاناة من جانب واحد وهو نظرة المجتمع التي تجعلها في صراع دائم من اجل تحقيق طموحها، اما المراة الاعلامية فهي تحمل معاناة كل امراة بالاضافة الى معاناتها ومع ذلك لابد لها من ان تواصل مسيرتها.
ان وضع المراة في مجال الصحافة والاعلام يحتاج الى نهضة حقيقية فالعادات والتقاليد الاجتماعية التي تتقيد بها مفاهيمنا حول عملها بشكل عام يجعل من حياتها مليئة بالتحديات والصعوبات التي تضعها في صراع مستمر من اجل اثبات وجودها مما يمنع تقدمها نحو النجاح الحقيقي.
ان احدى الاسباب الحقيقية لهذا الوضع نظرة الرجل الاعلامي للمراة والذي فيه تحيز كبير وواضح الى نوع الجنسه فعقلية الرجل الشرقي التي يتميز بها تمنعه من اعطائها المجال والفرصة من اجل ممارسة دورها الطبيعي في هذا المجال، وعلى هذا الاساس ترى ان المراة الاعلامية محرومة من المناصب القيادية والمشاركة باتخاذ القرارات المصيرية وهي في ذات الحين مرفوضة اجتماعيا بسبب المهنة التي تمتهنا.
وبناءا على ذلك علينا تحدي هذا الواقع السلبي والنهوض بالثورة على اساس الفعل ورد الفعل ضد الافكار والمواقف السائدة من الرجل من اجل ان نكون القادة في تغييرالواقع المفروض على النساء في شتى الجوانب سواء كان (اجتماعي اوالسياسي اوالاقتصادي). فمن اجل انشاء قاعدة قوية لابد من ان نبدا براس الهرم والمتمثل بالمراة الاعلامية فوجود النساء في مثل هكذا مجال حيوي وحساس يجعلها امام انظار المجتمع وعليه ان اي حالة سلبية تظهر نتائجها سوف تكون مضاعفة على ابناء جنساها.
فالصحافة والاعلام عبارة عن مؤسسة ثقافية وثائقية تتميز بالشفافية والمصداقية في الكلمة وضيفتنا نحن الاعلاميون ايصالها الى المهتمين المتمثلين بالمتلقي.