قضية تحرير المراة
امل باجلان
ان قضية تحرير المراة هي مسالة سياسية بالدرجة الاولى لانها تمس الانسانية جمعاء فتكبيل النساء وتقييدهم لايؤخرهن فقط وانما يؤخر المجتمع من التطور وهذا عامل الاساسي للتخلف في مجتمعنا.
وان الهدف من دعم المراة وتحريرها من كل مايجعل منها ومن مجتمعنا متخلفا سوف يطلق امكانياتها من اجل التقدم للامام.فهدفنا الاول في عملية تحرير المراة مما هي فيه هو مساواتها مع الرجل ومن ثم الوصول بها الى مرحلة تجاوز المساواة لنتمكن من ايجاد الدور حسب الكفائة بغض النظر عن الجنس.
لقد اثبتت الدراسات على ان اي قيود تفرض على الانسان سواء كان رجل ام امراة سوف تعرقل تطوره وتؤخر نضوجه الفكري والجسدي والنفسي.
لذلك اي تاثير على النساء جسديا او نفسيا سوف ينتج عنه خلل في صحة تلك المراة وبالتالي سوف تؤثر على الرجل والطفل والاسرة المتماسكة.وان مسالة الدين لايجب ان يتعارض في مساوة الرجل مع المراة لقد وجد الدين من اجل سعادة الانسان لا من اجل تعاستهم.
ان وضع المراة الادنى فرض عليها من خلال تاثيرات اجتماعية اقتصادية سياسية فليس هناك اي دليل علمي يثبت ان المراة اقل عقلا من الرجل او اقل ذكائا من الرجل فكل انسان بسيط يستخدم من قدراته العقلية 10% فقط وهذا ينطبق على كلا الجنسين.
لقد فقدت المراة مكانتها منذ ان ظهرت الاديان السماوية حيث كانت سياسة الدين هو اعطاء السلطة لرجل وجعله المتصرف بالامور من اجل فرض سيطرته على كل من حوله.
فالديانة اليهودية اولى الديانات السماوية ومبدئها قائم على ان الرجل عند كل صباح يدعو ربه فيقول ((احمدك يارب لانك لم تخلقني امراة)) بينما تقول المراة اليهودية كل صباح ((احمدك يارب لانك خلقتني وفي مشيئتك وايرادتك))
ثم جائت الديانة المسيحية وهي من نفس جذور الديانة اليهودية ورئينا في العصور الوسطى سلطة الكنائس وكيف ان المراة الذكية او الحكيمة التي كانت تستطيع ان تعمل بالطب وشفاء الناس يطلق عليها لقب الساحرة ومن ثم تعذب في الكنائس وتقتل بادعاء اخراج الشيطان من جسدها.
ان محاربة النساء ومحاولة اضطهادها وسلب ارادتها وحقوقها تختلف من عصر الى اخر ومن زمن الى اخر باختلاف السلطة والسياسة والقيم والافكار السائدة.
ان المراة الحقيقية لاتكتفي بان تكون اما صالحة وزوجة مطيعة كما ان الرجل لايكتفي بان يكون ابا وزوجا صالحا فكل منهما يجب ان يجد نفسه من خلال تحقيق ذاته في المجال الذي يتميز فيه سواء كان سياسيا اقتصاديا او اجتماعيا لذلك نحن نرى المساواة وسيل لاة لمعرفة الكفائة بغض النظر عن نوع الجنس وهذا ما نصبو اليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق